جراح يستخدم كرة مضرب في زراعة كبد لطفلة

أقدم جراح على استخدام كرة مضرب طاولة (كرة تنس) لإنقاذ حياة طفلة إثر خضوعها لأول عملية زراعة كبد هي الأولى من نوعها في العالم. ويتمثل الغرض من استخدام تلك الكرة البلاستيكية في منع الكبد الجديد للطفلة ماكينزي أرجايت من الضغط على الأوردة والشرايين الحيوية - الأمر الذي كان سيودي بحياة تلك الطفلة ذات العامين .

وكان الدكتور ألبرت شن يهدف إلى إيجاد حاجز بدونه سيكون الكبد المزروع للطفلة - وهو في حجم كبد شخص بالغ - أكبر من أن يتحمله جسدها الغض. وسوف تظل الكرة باقية داخل جسم الطفلة الاسترالية ما بقيت تلك الطفلة على قيد الحياة.

أما غاي أرجيات والد الطفلة وليتيس دارسويل والدتها، فقد فاجأهما الجراح بهذه الخطوة ولكنهما كانا في غاية السرور لشفاء ابنتهما التي ولدت باضطراب نادر يتمثل في التهاب الشريان الصفراوي والذي يؤدي إلى اتلاف القنوات التي تحمل الصفراء من الكبد.

ونقلت صحيفة "سيدنيز ديلي تلغراف" عن ليتيس والدة الطفلة قولها "لم نعلم بأمر كرة المضرب إلا بعد انتهاء عملية الزراعة. ولم أكد أصدق أذنيَّ عندما أخبرنا الدكتور شن بأنه استخدم كرة مضرب ليس لدعم وتثبيت الكبد فحسب وإنما أيضاً لمنع الكبد من الضغط على الأوعية الدموية الحيوية. لقد حقق الدكتور شن معجزة أشاد بها جميع أفراد العائلة. أما ماكينزي، فهي حالياً على ما يرام وفي أحسن حال. إنها طفلة مرحة تزاول لعبها وتواصل لهوها مع شقيقها لاكلان. وقد تعلمت ركوب الدراجة وهذا ما لم تكن تستطيع القيام به قبل إجراء العملية".

بيد أن ماكينزي التي كانت تسرح وتمرح حول حديقة منزل الأسرة في كانبيرا يلزمها أن تتعرف أكثر فأكثر على تلك الكرة البسيطة التي أمدتها بأسباب الحياة.

أما الدكتور شن الذي يعمل في مستشفى وستميد للأطفال في مدينة سيدني الاسترالية فقد تحدث عن ماكينزي قائلاً إن كبدها الجديد سوف ينمو حول كرة المضرب بصورة طبيعية من غير أن يتسبب ذلك في أي إصابات أو عدوى. وأردف يقول: "لا ينبغي أن تكون هناك أي مضاعفات. لقد اضطررنا لاستخدام جزء من كبد في حجم كبد الشخص الكبير لأن معدات التبرع بالأعضاء منخفضة لدينا هنا في استراليا مما يعني أنه يتعين علينا أن نتكيف مع الأوضاع". واستطرد بقوله: "إن كرة المضرب كانت بمثابة الحل المناسب. فهي سوف لن تتآكل أو تتدهور كما أنها سوف لن تتسبب في أي إصابات فضلاً عن كونها رخيصة زهيدة التكلفة".

وكان الدكتور شن يستخدم قطعة من الإسفنج لكي يفصل كبد ماكينزي عن أوعيتها الدموية ولكنه تحدث فقال: "لا مجال لإغلاق البطن بهذه الطريقة".

لذا فقد أجرى مكالمة هاتفية مع زوجته من المستشفى طالباً منها الذهاب فوراً إلى متجر وولويرث وشراء بعض كرات المضرب وإحضارها له والحضور بها إلى المستشفى على وجه السرعة.

يشار إلى أن كبد الطفلة كانت قبل العملية الجراحية متليفة لدرجة كانت ستفضي إلى وفاتها ما لم تخضع لعملية زراعة كبد جديد.

وقالت دراسويل إنها هي زوجها كانا يلحظان ببالغ الحزن تدهور صحة ماكينزي في الأسابيع الأولى بعد ولادتها. وأضافت قائلة إن صحة ابنتها كانت تزداد سوءًا مع مرور الوقت مشيرة إلى أنهم كانوا يخشون فقدها ما لم يتم عمل شيء لها. وعندما تم العثور على كبد مطابق غمرت الفرحة أفراد الأسرة. إلا أنه كانت هنالك مشكلة تتمثل في وجوب قطع الكبد بحيث يصبح حجمه مناسباً لحجم ماكينزي ذات البنية الهزيلة