تتحدث هذه الرواية عن " إسماعيل" الشخصية التي عاشت وترعرعت في حي السيدة زينب في القاهرة فهو من أصل قروي ابن تاجر متوسط الحال.
في هذا الحي الإيمان بالأولياء والكرامات والاهتمام الاجتماعي, فاندمج وتعلق بعادات وتقاليد بيئية ومجتمعة الذي يحيط به, فتربى على التقاليد الروحية المورثة كان يتأثر بما كان يحدثه الشيخ "درديري" خادم المسجد, ولاستماعه لما يقوله امن بقدسية "قنديل أم هاشم" وزيته الذي يستعمل لشفاء العيون.
درس إسماعيل وتفوق في كل مراحل تعليمه كان يحرز على الأولين دائماً حيث كان أهله في البيت يوفرون له الهدوء والراحة لأجل دراسته.
وبعد أن حصل على البكالوريا دفعه طموح أبيه للسفر إلى الخارج لدراسة الطب, رغم تصارع أفكار وأحاسيس الوالد لفراق ابنه سبع سنوات, وخوف أمه عليه وقريبته اليتيمة "فاطمة النبوية" من الفراق وبرودة أوروبا وفتنة نساءها.
وليلتي السفر تزود "إسماعيل"من مقام السيدة ومن قنديلها المضيء, في هذا الوقت رأى السمراء الخاطئة تستشفع السيدة ليتوب الله عليها لتوفي نذرها. نزع الفتى القروي من أرضه ووطنه وعائلته وسافر إلى أوروبا.
سبع سنوات مرت و"إسماعيل" في انجلترا يدرس الطب, وهناك التقى بفتاة تدعى "ماري" هذه الفتاه قلبته رأسا على عقب غيرت نظرته تجاه الدين وأصبح ينظر له وكأنه خرافه, والمشاعر الجميلة الذي كان يتحلى بها هذا الإنسان الشرقي من حسب مجاملة واندماج وعطف ما هي إلا ضعف وقيد وسخافة ولا ربح فيها, والسعادة والقوة في الانعزال والفردية, وبدلت العلاقات الاجتماعية إلى مادية, فالجميل بنظرها والذي يغذي الروح الإنسانية هو الفن والموسيقى وجمال الطبيعة.
والعجيب أن إسماعيل قوي شعوره بالارتباط والاتصال بأهله وبلده رغم أنه خاض معركة التمزق والانفصال.
تحول إسماعيل إلى شخص آخر فلقد تلقى تأثيرات من قبل "ماري" جعلته ينظر للحياة نظره أخرى, حتى ارتباطه بفاطمة كلما كان يتذكره يعتبره مسألة معقدة.
عاهد نفسه انه سيعالج الفقر والجهل والتخلف الذي يعاني منه مجتمعه وبعد عودته إلى مصر بعد سبع سنوات أتى وكله تصميم وإرادة لتغير التخلف والجهل الذي يسود في مجتمعه, منذ اللحظة الأولى الذي وصل بها إلى مصر بدأ يقارن بين المجتمعيين الشرقي والغربي.
وفي هذه ألليله التي عاد بها إلى أهله رأى أمه تقطر عين فاطمة بزيت القنديل, غضب كثيراً واعتبر هذا كفر بالعلم وكيف يحصل هذا؟
وهو طبيب عيون, والذي عاهد نفسه بان يعالج هذه الأمراض الاجتماعية التي تعوم في أنفاس الناس.
فيثور ويكفر بالجهل ويرمي بزجاجة الزيت إلى الشارع وسط دهشة والديه, نكر إسماعيل ألبساطه وتابع كفره بكفر أشد, اخذ عصا أبيه وذهب للمقام الذي معلق فيه القنديل وكسره, انقضت عليه الجموع كادت أن تقضي عليه لولا تدارك "الشيخ درديري" الذي أعاده إلى بيته وعائلته التي لعنت يوم سفره الذي سبب فساد عقله ودينه.
فكر "إسماعيل" بالعودة إلى أوروبا بين أناس يفهمون الحياة ولكنه بعد ذلك خرج من حيرته وحاول معالجة فاطمة النبوية بعلمه واختصاصه لكنه فشل وكبرت مصيبتها. هذا الفشل سبب له ازمه نفسيه جعلته يهرب إلى بنسيون مدام "افتاليا" أوروبية الأصل.
فكر عدة مرات في الهرب إلى أوروبا وكان يجوب الشوارع ويحاول أن يعرف أخبار ضحيته فاطمة وما زال يقارن بين مجتمعه المصري وبين أوروبا المتطورة لكنه رأى ليس كل ما في أوروبا خيراً وليس كل ما في مصر شراً.
هل في رمضان ببركته وهيبته واجواده الجميلة ولياليه القمرية.
وعقائرهم الدينية وروابطهم الاجتماعية جعلت الحنين يعاود نفسيته الشرقية فهو من أصل شرقي نكيف سينسى الحنين والحب والطيبة الذي يتحلى بهن كل شرقي رغم أن تلك الاوروبيه جعلته ينسى هذه العواطف والمشاعر.
وتغيرت نظرته للمصرين فرآهم شعب واحد يربطه رباط واحد وهو الإيمان الذي يوحدهم, أما أوروبا فهي التي زلزلت أفكاره وأفقدته رشده.
وفي ليله من ليالي رمضان الجميلة والتي يقدسها جميع البشر المسلمين والتي تنتظر على أحر من الجمر وبفارغ الصبر وهي ليله القدسية هذه ألليله زالت الغشاء عن قلب "إسماعيل", وتصالحت روحه مع الأيمان وشكله وعرف أن لا علم بدون إيمان.
يدخل "إسماعيل" المقام مطأطأ رأسه, وتقبل زيت القنديل هديه من "الشيخ درديري" وعاد إلى البيت وهو يقنع فاطمة بانه سيعالجها ببركه الزيت فتقدمت للشفاء على يديه يوماً بعد يوم وأخيرا وليس أخرا نجح في شفاءها والله الشافي الأول بعد أن استخدم القوة الروحية المصاحبة للعلاج العلمي.
وضحى "إسماعيل" في سبيل مجتمعه الذي نشأ فيه, فسكن في حي الفقراء وكان دائماً يسعى لإقناع وإسعاد والاتصال بأبناء شعبه وحسبهم وتسامحهم واعتزازهم به.
نجح في عمليات شاقه بوسائل لو رآها طبيب أوروبا لشهق عجباً, اعتمد على الله ثم على عمله ومعرفته كان دائماً وأبداً يريد أن ينال رضا مرضاه الفقراء.
بعد كل هذا تزوج إسماعيل بفاطمة بعد أن سخر منها وأنجبت له خمسة بنين وست بنات .
وعندما اشرف على الموت أصبحت عيناه تقولان للناس(ليس كل ما في الوحيد أنا وأنت هناك جمال وإصرار ومتعه وبهاء).
أي السعيد من أحسها, فعليك بها عليك.....
أي لا تدعها تذهب سدىً بدون أن تستغلها وتتمتع بها أيها الإنسان الحياة كنز مدفون فإذا ثابرنا وأردنا السعادة والحرية والجمال والمتعة فلنبحث عنه سنجده بكل تأكيد ما علينا سوى فعل الصواب, وان نعتز بقيمنا وتراث إباءنا, أجدادنا الذي ورثناه عنهم, ونسعى دوماً للأفضل وحب الخير وبهذا نكسب حب الناس لنا, هذا الحب علينا مراعاته لأنه لولاه لما كنا جيران وأصدقاء متحابين.
........... عليك مراعاته أيها الإنسان منذ الصغر لكي تقطف
ثماره وأنت كبير...............